تأثیر إیمان الأسرة في الآخرة

مؤسسة الأسرة هي أقدم مؤسسة إنسانية وأكثرها جذورًا لأن الحياة الأسرية هي توأم البشر وتجد الحياة البشرية معنى معها.

يفتح الإنسان عينيه على الوجود في الأسرة وينمو فيها ويصل إلى الكمال معها ، كما أن مؤسسة الأسرة هي المؤسسة الإنسانية الأكثر ديمومة وأبدية ، لأن الحياة العائلية في تطورها يمكن أن تستمر بعد العيش في هذا العالم في أعلى درجة من الجنة.

إذا كان رباط البشر في الأسرة هو رباط إيمان ، فلن يقتصر الأمر على هذا العالم وسيبقى في العالم وفي الفردوس الأبدي ، ويمكن أيضًا لأعضاء عائلة الإيمان في الجنة أن يجتمعوا معًا ويستمتعوا ببعضهم البعض.

إن أبناء الأسرة الذين يسيرون في طريق إيمان والديهم سينضمون إلى جنتهم الأبدية ، وإذا كانت لديهم نواقص وعيوب في الأعمال ، فإن الله تعالى سيغفر لهم احترامًا لوالديهم الصالحين ويرفع مناصبهم بحيث  الوصول إلى مستوى والديهم وتكوين أسرة سماوية معهم:

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ(الطور۲۱)

و في خبر عن الرسول الأعظم صلّی الله علیه و آله و سلم یقول:

(إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبویه و زوجته و ولده،فیقال له إنهم لن یبلغوا درجتک فیقول رب قد عملت لي و لهم فیؤمر بإلحاقهم به)

کنز العمال ج ۱۴ ص ۱۱۹

لذلك ، فإن الأسرة هي أجمل مظهر إلهي ، وأكثر مجموعات نظام الوجود ثباتًا ، وأقدم مؤسسة إنسانية وأكثرها إنسانية ، وهي المؤسسة النقية التي تنشأ منها كل كمالات هذا العالم وذاک العالم للإنسان.