بحرالعلم

انا في الطريق الى كربلاء…

اريد أن اكون بجانب ضريح الامام الحسين عليه السلام ليلة الجمعة…

لدي دائمًا شخص ما معي في رحلاتي إلى كربلاء،

لكن هذه المرة أحب أن أسلك السفر بمفردي ، لكن مشيئة الله غير هذا.

لم أبتعد عن المنزل فرأيته…

كان هو راجلًا ماشیاً و أناكنت أقودعلی مرکبي…

_السلام عليك ياأخي

_و عليكم السلام و رحمة الله

عندما رأيته ظننت أنه يكون مثل الناس العاديين ولا يعرف شيئًا عن العلم والقضايا والأحكام…

لكن يبدو أنني أخطأت ، فهو يقرأ لي الشعر ، ويروي الأحكام والقضايا ، والأمثلة والاقتباسات.لقد كان مهيمناً لدرجة أنني صرت مندهشاً للغاية.

_هل أنت علّامة؟؟؟ ربما علّامة مجهول…

لا يجيب ، يبتسم ويمضي قدوما ، لابد لي من اختبار علمه.

طرحتُ عليه بعض الأسئلة الصعبة وأجاب عليها جميعًا دون أن يبدأ في التذكر ، وكأن كل شيء أمام عينيه…

بالإضافة إلى أنه ليس رجلاً عاديًا ، فهو يتجاوزني في علمه…

أتجرأ على الحديث عن المشاكل التي حدثت لي في فصول مختلفة ولم أتمكن من معالجتها ، مشاكل غير قابلة للحل…

وهو يمشي يبدأ في الإجابة، هذه المرة بمزيد من التفصيل وبدقة أكثر ، أستمتع بذلك ، أطرح السؤال الثاني ، السؤال الثالث ، السؤال الرابع ، ويجيب دون تردد.

سؤالي الاخير هو السهم الأخير .. أسأل .. أبتسم عندما أسمع الجواب .. الجواب خاطئ .. هو عالم .. لكنه ليس معصومامن الخطأ.

_ليس كما تقول،هذه الفتوى ضد الأصل والقاعدة وليس لدينا دليل أو خبر لتوثيقها…

أنا متأكد مما قلته ، في جميع الكتب التي احتفظ بها لم يذكر هذا المبدأ والقاعدة ، ولا يمكن إصدار فتوى بدون توثيق و دليل.

إنتظرت إجابته.  نظر إلي فقال: سبب هذا الحكم حديث للشيخ الطوسي في كتابه التهذيب.

_لا يوجد مثل هذا الحديث في كتاب تهذيب.

_نسخة كتاب التهذيب التي لديك ، احسبها من البداية على صفحة معينة وسطر معين  تجد هذا الحديث…

قد إندهشت، فكلماته غريبة جدا ولا تصدق بالنسبة لي لدرجة أنني أفتقد السوط على الأرض…

خطرتُ علي فكرة .. ألا يعرف الأسرار ؟؟ يعني هل يجيب علي أكبر سؤال في حياتي ؟؟

سؤال لا يجاب عليه في الكتب… ابتسامته تشجعني…

_يا رجل! هل في أثناء الغيبة من الممكن ان نلتقي و نرى الإمام المهدي سلام الله عليه؟؟

يرفع حاجبيه ، ينحني ويرفع سوطي عن الأرض.

أشكره تحت شفتي وأغمض عينيّ إلى فمه ، يمدّ السوط نحوي.أضع يدي إلى الأمام.يصافح يدي.

تتحرك شفتيه وتأخذ قلبي معه:《كيف لا يرى ويده بيدك الآن؟》

لا أفهم نفسي و حالي الآن ، نزلت من  الحصان.  سقطت على الأرض ، وعندما أرفع رأسي قدذهب ، بالكاد أبتلع بكائي وأخطي خطوات….

أبحث عنه في الضريح ، لكنه غير موجود ، ولا أفهم شيئاً من زيارتي.  أعود إلى المنزل بقلب قلق..

أنا أبحث عن ورقة أظهرها لي…الحديث الذي قاله موجود هنا بالضبط في نفس الصفحة والسطر كما قال…

دموعي تسقط على الورقة…

أكتب بجانب تلك الحديث:

《هذا هو الحديث الذي أبلغني به سيدي صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف》

عبقري الحسانعبقرية الخامسهياقوتة الثامنة_ص٢٥٦