الدكتورة إيمان محسن
( الدکتورات فی علم الاجتماع)
عصر الظهور :
في البدء لابدّ من الإشارة إلى أن الأحاديث التي تصف أحداثاً قريبة يمكن بواسطتها أن نحدد عصر الظهور، أو تلك التي تصف أحداث سنوات الظهور، وبالأخص سنة الظهور، كثيرة تبلغ المئات، وهنا لابدّ من تحديد الأتي: قد حددت الأحاديث الشريفة صفات عامة، وأحداثاً معينة عن عصر الظهور بصورة مجملة، فمن ذلك رواية ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وآله في حجة الوداع.
ويزداد في أحاديثها تحديد الأحداث والإرهاصات، وأخبارها أكثر تحديداً، فمن ذلك، العلامات التي ذكرها الشيخ المفيد في الإرشاد ومن الروايات كذلك، حديث عن أبي عبدالله(ع) قال: (بينما الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة _ بالكسر وهي الناقة السريعة _ يخبرهم بموت خليفة، يكون عند موته فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وفرج الناس جميعا.
ومن تلك الروايات أيضا: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (من يضمن لي موت عبدالله اضمن له القائم، ثم قال: إذا مات عبد الله، لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، و يذهب ملك السنيين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت يطول ذلك؟ قال: كلا.
سنة الظهور :
وتحدد الروايات أحداثاً مفصلة بشكل دقيق، خاصة في النصف الثاني منها، ابتداءً من خروج السفياني في رجب، إلى النداء في رمضان، إلى قتل النفس الزكية في 25 من ذي الحجة، إلى ظهور نور الفجر المقدس {المهدي (ع)} يوم السبت العاشر من محرم..
وتتضمن أحاديثها علامات حتمية، و لا بدّ من إيضاح أن العلامات الحتمية التي تزامن ظهور الإمام (ع) بفترة زمنية قصيرة جداً، هي من اليقينيات والمسلمات، ولا طريق للبداء فيها.. وعلى المؤمنين أن يعرفوا هذه العلامات ليتضح لهم كذب كل من يدعي المهدوية كذباً..
وعند وقوع هذه العلامات الحتمية يأتي المؤمنين الفرجُ، ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم. وقد وردت عدة روايات من جميع أئمتنا عليهم السلام عند حديثهم عن المهدي (ع) وعلائم ظهوره، وقرب خروجه، ذكرتُ بعض العلامات على أنها من الأمور الحتمية، بحيث لو لم تتحقق فإن المهدي (ع) لا يظهر.
علامات الظهور :
مثل خروج الدابة من الأرض تكلم الناس، وطلوع الشمس من جهة المغرب، والنار التي تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى المحشر،.. الخ. فمن ذلك ما جاء عن(أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عشر قبل الساعة لابدّ منها: السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بالمشرق و خسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر).
علامات خاصة في زمن الظهور :
سوف نشير إلى أكثر الأحداث بروزاً في هذه السنة، وهي العام الذي يشارف على قرب ظهور إمامنا المهدي (أرواحنا له الفداء)، وسوف نتطرق إلى أحداث وعلامات هذه السنة، كما جاء في روايات المعصومين عليهم السلام حسب التسلسل الزمني، وذلك للفائدة المرجوة من هذا التسلسل.
ليكون هناك تصور عام وشامل للمؤمنين عن هذه الأحداث والعلامات، علماً بأن المحتوم، هي خمس علامات كما جاء في كثير من الروايات..
(عن ميمون ألبان، عن أبي عبدالله (ع) قال: خمس قبل قيام القائم: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية).
أما أحداث سنة الظهور، فهي عديدة، نشير إلى أبرزها، ونحاول قدر الإمكان مراعاة التسلسل الزمني، حسب ما توفر لدينا من معلومات من الروايات الشريفة.
ولا بدّ أن نشير، إلى أحداث مجملة ودلالات عامة توضح لنا سنة الظهور:عن أبي عبدالله (ع) قال: لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع.
وهذا تحديد عام للسنة التي سيظهر (ع) فيها، أما يوم خروجه يوم بزوغ نور الفجر المقدس فهو أكثر تحديداً.. عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): في الحديث.. ويقوم _ القائم _ في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (ع)، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم، قائماً بين الركن والمقام، جبرائيل بين يديه ينادي بالبيعة له فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً، حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.
فبعد قراءة هذه الرواية وروايات أخرى، نستطيع أن نحدد بعض معالم السنة التي سيظهر (ع) فيها: فهي وتر من السنين (حسب النظام العددي أو الرقمي، وحسب التقويم الإسلامي) وكذلك يوم الفجر المقدس، هو يوم السبت العاشر من محرم الحرام.
سنة غيداقة _ كثيرة المطر :
من علامات سنة الظهور (الفجر المقدس) أن تكون كثيرة المطر، ومن كثرته تفسد الثمار والتمر في النخيل فالمطر ربما يكون نقمة، وربما يكون رحمة.. عن أبي عبدالله (ع) قال: قدام القائم (ع) لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل، فلا تشكوا في ذلك. وعن سعيد بن جبير قال: إن السنة التي يقوم فيها القائم المهدي، تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة ترى آثارها وبركتها إن شاء الله
ومن هنا نستطيع أن ندرك دلالة حديث أبي عبدالله (ع) حيث قال: (سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة، وفي رواية اخرى: سنة عام الفتح، ينشق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة).
سنة كثيرة الزلازل والفتن :
من علامات سنة الظهور كما قال الإمام الصادق (ع): علامتها أن تكون في سنة كثيرة الزلازل و البرد.
أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل.
ويومئذ يكون اختلاف كثير في الأرض وفتن.
قدام القائم موتان: موت أحمر، و موت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة.
عن أميرالمؤمنين قال: (بين يدي المهدي موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه، كألوان الدم، أما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون) .
عن عبدالله بن بشار عن أميرالمؤمنين (ع) قال: ( إذا أراد الله أن يظهر قائم آل محمد بدأ الحرب من صفر إلى صفر و ذلك أوان خروج قائمنا).
عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (ع) عن قول الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)
فقال يا جابر ذلك خاص و عام، فأما الخاص من الجوع بالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم الله، وأما العام فبالشام، يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط، وأما الجوع فقبل قيام القائم (ع)، وأما الخوف فبعد قيام القائم (ع).
عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: ( لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس، وزلازل تصيب الناس، وطاعون وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم، يتمنى المتمني الموت مساءً وصباحاً.. إلى أن قال: فخروجه يكون عن اليأس والقنوط، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره).
عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): (لا بدّ أن يكون قدّام القائم فتنة تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فان ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآيه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ).
فمن مجمل الأحاديث الشريفة، التي تصف سنة الظهور، بأنها سنة كثيرة الزلازل والفتن، والتي تتصف بفقدان الاستقرار السياسي وكثرة الاختلافات والحروب والتي تنتهي بحرب عالمية، كما تسميها الروايات (معركة قرقيسيا) _ وسوف نشير إليها لا حقا _ ما تؤدي كثرة الحروب إلى الخوف والجوع والقتل والموت.. وتنتهي أحداث هذه السنة ببزوغ نور الفجر المقدس، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
نهاية المطر الغزير :
إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد (ع) وقع قحط شديد، فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد، لم ير الخلائق مثله منذ هبط آدم إلى الأرض، متصلاً إلى عشر أيام من رجب.. عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا آن قيام القائم (ع) أمطر الناس جمادى الآخرة وعشر أيام من رجب لم تر الخلائق مثله .
وذكر المفيد في الإرشاد (ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحي بها الأرض بعد موتها وتعرف بركتها).
فكما دلت الروايات بأن من العلائم المقاربة لظهور الإمام (ع) التي تقع قبل الظهور بزمن قليل، نزول الأمطار الغزيرة، و المياه الكثيرة من السماء.. وذلك استعداد للظهور، بإنعاش الأرض إنعاشاً كافياً لتوفير الزراعة.
نزول المطر ليس إعجازيا بطبيعة الحال، إلا أن توقيته وكميته، كما يبدو من سياق الروايات إنها بقصد إعجازي.. و لهذا نعرف مغزى كلمة أميرالمؤمنين (ع) ( العجب كل العجب ما بين جمادى و رجب).
و لا بد أن نشير إلى ملاحظة، ان الروايات لم تدل على مكان وكيفية حدوث هذه الأمطار.. إلا أن اكتساب هذا المطر الأهمية و من ثم تصدق عليه
فكرة العلامية، لابد أن يكون مميزاً سواءً من حيث الكيفية أو الكمية أو المكان.
خروج السفياني من المحتوم :
يخرج رجل يقال له السفياني: (عثمان بن عنبسة من آل أبي سفيان من نسل يزيد بن معاوية )، يظهر في الوادي اليابس في حدود الشام (عمق دمشق).. يمثل رمزاً للحكام المسلمين المنحرفين المناهضين للحق وآخرهم.. و زمان خروجه _ بحسب الروايات المعتبرة.
عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: السفياني من المحتوم و خروجه في رجب، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر و لم يزد عليها يوماً.
عن الباقر (ع) قال: السفياني و القائم في سنة واحدة.
عن الإمام الباقر (ع) قال: خروج السفياني واليماني و الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً.
عن أبي جعفر الباقر (ع) إنه قال: قال لي علي بن أبيطالب (ع): إذا اختلف رمحان بالشام فهو آيه من آيات الله، قيل: و ما هي يا أميرالمؤمنين، قال رجفة تكون بالشام _ (لعلها إشارة إلى زلزال) _ يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين، و عذاباً على الكافرين،
فإذا كان ذلك، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر، يقتل من المغرب حتى تحل بالشام، و ذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها مرمرسا _ (أغلب الروايات حرستا) _
فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي.
… وهذا إشارة واضحة إلى بداية خروج السفياني.
لعل أفضل تصور عن حركة السفياني و ما يفعل في المجتمع الإسلامي من مصائب وأهوال ما ذكره السيد الجليل البارع العلامة محمد الصدر في كتابه ما بعد الظهور (ص165-167).. ننقله بتصرف وإضافات:
إن (دمشق) الشام ستكون يومئذ مسرحاً لحروب داخلية، و صِدام مسلح بين فئات ثلاث ( الأبقع، و الأصهب، و السفياني.. و هي تمثل مراكز الثقل السياسي و العسكري)
كلها منحرفة عن الحق، و كل منها يريد الحكم لنفسه _ و لا تعبر لنا الروايات اتجاهاتهم العقائدية _ فيتقاتل الأبقع و أنصاره مع السفياني، فينتصر السفياني و يقتل الأبقع و من تبعه، ثم يتقاتل السفياني مع الأصهب فيكون النصر كذلك للسفياني، و هو الذي يفوز في هذه المعمعة..
وهذا مصداق لقول الله تعالى (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
يسيطر السفياني على الموقف في الشام و يتبعه أهلها، إلا عدد قليل و يحكم الكور الخمس: دمشق، و حمص، و فلسطين، والأردن، و قنسرين.
حين يستتب للسفياني الأمر، يطمع بالسيطرة على العراق، و يفكر في غزوها عسكرياً، فيوجه إليها جيشاً (قوامه ثمانون ألفاً) يكون هو قائده.
فيلتقي في طريقه جيشاً أرسله حكام العراق من أجل دفعه، فيقتتل الجيشان في منطقة تسمى قرقيسيا (منطقة واقعة في سوريا قريبة من الحدود العراقية) و يشترك في القتال الترك و الروم، و يكون قتالهما ضارباً، يقتل فيه من الجبارين حوالي مائة ألف..
و الجبارون كناية عن إن كل من يقتل _ يومئذ _ من المعركة هو من الفاسقين المنحرفين، وبذلك تتخلص المنطقة من أهم القواد العسكريين، الذين يحتمل أن يجابهوا المهدي (ع) عند ظهوره.
على أية حال، النصر سوف يكون للسفياني في هذه المعمعة أيضاً، فيدخل العراق ويضطر إلى منازلة (اليماني) في أرض الجزيرة (وهي أرض ما بين النهرين في العراق) فيسيطر عليها أيضاً، ويحوز من جيش اليماني ما كان قد جمعه من المنطقة خلال عملياته العسكرية. ث
م يسير إلى الكوفة، فيمعن فيها قتلاً و صلباً و سبياً.. و يقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله و رجلاً من المحسوبين عليهم.. ثم ينادي مناديه في الكوفة: من جاء برأس من شيعة علي (ع)، فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، و هما على مذهبين مختلفين في الإسلام،
و يقول: هذا منهم، فيضرب عنقه، و يسلم رأسه إلى سلطات السفياني، فيأخذ منها ألف درهم.
لا تستطيع حركة ضعيفة، وتمرد صغير يحدث في الكوفة من قبل أهلها ومؤيديهم التخلص من سلطة السفياني، بل سيتمكن السفياني من قتل قائد الحركة بين الحيرة و الكوفة، وحينها تراق دماء كثيرة.
وحين يستتب له الأمر في العراق _ أيضا _ يطمع في غزو إيران فيصل إلى منطقة شيراز ( باب اصطخر) فيلتقي مع الخراساني في معركة..
كذلك يطمع في غزو الأراضي المقدسة في الحجاز، فيرسل جيشاً ضخماً إلى المدينة المنورة لاحتلالها، قوامه إثنا عشر ألف رجل، قائده رجل من بني أمية يقال له خزيمة _ أغلب الروايات تؤكد أن السفياني نفسه ليس فيه _ فيسير هذا الجيش بعدته و سلاحه متوجهاً نحو مدينة الرسول صلى الله عليه وآله،
و يكون الإمام المهدي (ع) يومئذ بمكة المكرمة، بداية أيام ظهوره، فيتابع أخباره، فيرسل السفياني جيشاً في أثره متوجهاً نحو مكة، محاولاً قتله و الإجهاز عليه و على أصحابه، و ظاهر سياق الروايات أن الجيش المتوجه إلى مكة هو الجيش الذي كان متوجها إلى المدينة المنورة، بعد أن نهبها لمدة ثلاثة أيام، و خربوا مسجد الرسول صلى الله عليه وآله.
إلا أن مكة المكرمة حرم آمن، لا يمكن أن يخاف فيه المستجير كما إن الإمام المهدي (ع) قائد مذخور لليوم الموعود و هداية للعالم، لا يمكن أن يقتل و لا بدّ من حمايته.. و من هنا تقضي الضرورة و المصلحة إفناء هذا الجيش و القضاء عليه، بفعل إعجازي إلهي، فيخسف به في البيداء ولا ينجوا منه إلا اثنان ( بشير و نذير، وهما من قبيلة جهينة _ ولذا جاء القول وعند جهينة الخبر اليقين).
يخبرون الناس عما حصل لرفاقهم:
بعد الخسف لا يعني ذلك القضاء على السفياني، فبعد أن ملك سوريا والعراق والأردن وفلسطين ومنطقة واسعة من شبه الجزيرة العربية، سيبقى حكمه جاثماً على المنطقة، ربّما يتحرك الإمام المهدي (ع) بعد الخسف بقليل، و يرد بجيشه إلى العراق و يناجزه القتال فيسيطر عليه ويقتله _ يومئذ _ بوادي الرملة.. و تتم سيطرة الإمام المهدي (ع) على كل المنطقة التي كانت محكومة للسفياني، و من هنا تكون الفرصة مؤاتية للإمام (ع) للفتح العالمي.
السفياني من أبرز العلامات وأوثقها وأمتنها رواية، وتكاد لا تداني قوتها إلا ظاهرة النداء، وآية خسف البيداء، وهي كما سترى مختصة بالسفياني وخاصة أن الخسف يكون بجيشه.
والقول بحتم السفياني مقبول، وواضح الدلالة.. و لا ريب أن محو صورة السفياني، سيؤدي إلى محو صورة الخسف، و إذا ما جمعت روايات الصيحة و الخسف إلى روايات السفياني، أخرجت تواتراً أكيداً..
كما سيؤدي محو السفياني إلى محو الأصهب و الأبقع و ربما قرقيسيا أو بعض منها، و كذلك فتنة الشام، و فتن بلاد العراق، و حتى جزءٍ من صورة اليماني و الخراساني وغير ذلك مما سيمحو أغلب علامات الظهور.. لذا نؤكد حتم السفياني بالجملة، والله العالم.
و لا باس بذكر حديث الشيخ الطوسي في أماليه، وللصدوق في معاني الأخبار.. عن الإمام الصادق (ع): ( إنّا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا صدق الله، وقالوا كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله، و قاتل معاوية علي بن أبيطالب (ع)، و قاتل يزيد بن معاوية، الحسين بن علي (ع)، و السفياني يقاتل القائم (ع).
خروج اليماني من المحتوم :
تصف الأحاديث الشريفة اليماني و حركته بأنها راية هدى.. و يظهر في اليمن مقارناً لخروج السفياني في الشام، و أنه يدعو إلى الحق و تجب إجابة دعوته، و أنه يتوجه إلى العراق و الشام و يشارك مع الخراساني في قتال السفياني..
و أنه من ولد زيد بن علي بن الحسين (ع). عن الإمام الباقر (ع) في حديث طويل.. أنه قال:
خروج السفياني واليماني و الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه،
ويل لمن ناوأهم، و ليس في الرايات راية أهدى من اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعوا إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، و إذا خرج اليماني فانهض إليه، فإنّ رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يتلوى عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق و إلى طريق مستقيم).
إن الوضع العالمي سوف يتلخص في صراع حضاري طويل، ساحته (بلاد الشام و فلسطين، العراق و إيران و الحجاز)،
فهذه المنطقة بالتحديد هي ملتقى الصراع السياسي و العسكري بين اتجاهين هما: أنصار المهدي (ع) و الممهدون له، وحركة السفياني و من يناصرها من الغرب ( الروم واليهود).. و مركز الثقل ونقطة الهدف في هذا الصراع الحضاري، وفي خضم أحداث سنة الظهور هي ( القدس).
إذاً، فحركة الإمام المهدي(ع) في الانطلاق من المسجد الحرام بمكة المكرمة و الوصول إلى المسجد الأقصى بفلسطين، لا تكون ابتدائية و إنما تأتى تتويجا لحركة الأمة و طلائعها باتجاه القدس. فهي في إيران تتحرك تجاه القدس(الخراساني)، وفي اليمن يظهر قائد مسلم(اليماني)يتوجه نحو القدس، وتصف الروايات حركته بأنها راية هدى.
خروج الخراساني :
رايات خراسان أو الرايات السود.. و فيها بعض أصحاب القائم (ع) بقيادة الخراساني.. (عن الإمام الباقر (ع). في حديث طويل…
يبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة و عدتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً و صلباً و سبياً فبينما هم كذلك، إذ أقبلت رايات من قبل خراسان _ بقيادة الخراساني _ و تطوى المنازل طياً حثيثاً و معهم نفر من أصحاب القائم).
قال أميرالمؤمنين (ع): انتظروا الفرج من ثلاث: اختلاف أهل الشام فيما بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان ).
عن أبي جعفر (ع) إنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يقوموا ولا يدفعونها إلاّ إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت ذلك لا ستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر).
وتسمى أو تذكر الأحاديث الشريفة عدداً من قادة خراسان: الهاشمي ( الخراساني) الزعيم السياسي الذي بكفه اليمنى خال، السيد الأكبر الذي تكون راياتهم مختومة بخاتمه، وشعيب بن صالح الفتى الأسمر الحديدي من أهل الرّي (طهران) قائد قواتهم، كنوز طالقان وهم شبان من منطقة طالقان (شمال طهران) من أصحاب المهدي (ع) وصفتهم الأحاديث بأنهم من كنوز الله.
تشير الأحاديث إلى أن الإيرانيين يكونون في حرب مع أعدائهم حتى إذا رأوا إن الحرب قد طالت عليهم، بايعوا الهاشمي (الخراساني) الذي يختار شعيب بن صالح قائداً لقواته.
وتصف الأحاديث معارك الخراسانيين (الإيرانيين) خارج إيران، أي في العراق و بلاد الشام وفلسطين، مما يدل على استقرار وضعهم السياسي الداخلي، ما عدا حالة خلل واحدة في الوضع الإيراني الداخلي عند معركة قرقيسيا، التي تكون أساسا بين السفياني والأتراك وبعض الروم (الغربيين) وبعض جيوش العراقيين،
وتكون قوات الإيرانيين بالقرب من ساحة المعركة ويريدون المشاركة فيها، ولكنهم ينسحبون من قرقيسيا لمعالجة ( الوضع الداخلي) فيرجعون إلى بلادهم ثم يستعدون لمواجهة السفياني بعد انتصاره في معركة قرقيسيا.
يتركز تحرك الإيرانيين تجاه القدس عبر العراق، وتشير الأحاديث إلى الزحف الشعبي تجاه منطقة اصطخر، وذلك عندما تتصاعد أحداث الحجاز ويخرج المهدي (ع) في مكة، فيخرج أهل المشرق لاستقباله، وهو متجه من مكة إلى العراق، فيوافيهم في اصطخر ويبايعونه هناك، ويقاتلون السفياني معه.
النداءات الثلاثة :
ثلاثة نداءات سماوية تقع في شهر رجب بحيث يسمعها الجميع وهي:
النداء الأول: ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
النداء الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
النداء الثالث: بدن بارز في عين الشمس ينادي ألا إن الله بعث مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله للقضاء على الظالمين.
قال الحسن بن محبوب الزاد عن الأمام الرضا (ع).. في حديث طويل قال: قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أولها: إلا لعنة الله على الظالمين، والثاني: أزفة الآزفة يا معشر المؤمنين، والثالث: يرى بدناً بارزاً مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلان بن فلان على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم.
وورد عن الامام الباقر (ع) قريب منه: (وسيبهت الله المنكرين حين حدوث هذه الآيات). وعن الأمام الصادق (ع) أنه قال: (العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب. فقيل له: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة تشير، والنداء الذي من السماء، يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم.
ومن هنا نستطيع أن نفرق بين النداء والصيحة.. فالصيحة تقع في رمضان وهي على شكل نداء لجبرائيل (ع)، والنداء يقع في شهر رجب (ثلاثة نداءات )، ونداء آخر في شهر محرم الحرام يوم الفجر المقدس… عدت الصيحة في (رمضان) من المحتوم، ولكن النداءات في رجب وفي محرم، لم تعد من المحتوم
ركود الشمس وخسوف القمر ليلة البدر. و من العلامات غير المحتومة… ركود الشمس: أي توقفها عن الحركة من الزوال إلى العصر في شهر رجب، و كذلك خسوف القمر ليلة البدر منه.
عن أبي جعفر الباقر (ع) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً
… قلت ما الآية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر… ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه.
و هذه العلامة من أبرز العلامات دلالة على السفياني (خروجه في رجب) لأنها تقع في عهده، و يكون توقف الشمس عن الحركة فترة قليلة تقدر بساعات،
آية عجيبة من الله تبارك وتعالى، و الناس يحسون بها لزيادة طول النهار فجأة من جهة، و لأن حرارتها تنصب على الأرض أكثر من المألوف، فيشعرون بالفارق شعوراً ملموساً من جهة ثانية..
ووقوع هذه الآية السماوية (في رجب) علامة لبوار السفياني و دماره و هلاك قومه و حزبه.
احداث شهر شعبان :
في هذا الشهر تبدأ حالة الذعر و التأهب و الخوف تحدث في العالم الإسلامي، نتيجة لظهور التيارات السياسية المتصارعة و المتنافسة على الساحة، فقد بدأت معالم المواجهة تتضح من أحداث شهر رجب.
لقد بدأ يتكون بشكل عام تياران متنافسان: تيار أصحاب المهدي (ع) ( اليماني من اليمن، و الخراساني من إيران )،
و تيار السفياني ( صراع بين قوى متنافسة، ينتهي بفوز السفياني على الأبقع و الأصهب) و من ثم يشكل تحالفاً مع الروم و اليهود ( التيار الغربي )، و لذا بدأت تتشعب في شهر شعبان الأمور، و تتفرق فيه الجماعات..
و لهذا نجد بشكل عام أن ساحة الشرق الأوسط في أحاديث علامات و أحداث الظهور ميداناً لمعارك متعددة و هامة..
و إن شعب المنطقة المسلم، يعيش حالة من الإنهماك و التوتر و الإرتباك، نتيجة لعوامل عدم الاستقرار السياسي، وقرب اندلاع حرب عالمية ضخمة.
وفي رواية في روضة الكافي تصف فيه الأحداث وتوجه المؤمنين الى مايجب عليهم فعله في تلك الظروف.. (إذا كان رجب فاقبلوا على اسم الله (ع)، و إن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك يكون أقوى لكم، وكفاكم بالسفياني علامة).
احداث شهر رمضان :
تعيش الأمة الإسلامية حالة من الضعف السياسي الشديد بسبب الحروب والفتن والاقتتال، وتدخل القوى الأجنبية (الروم) في المنطقة. فتحدث آيات (علامات) سماوية تبعث الأمل في قلوب المؤمنين، وتصبح قضية المهدي (ع) الشغل الشاغل للناس.. فالآيات والدلائل التي تقع في هذا الشهر، هي بمقدار لا يمكن للبشر أن يتجاهلها مثل:
كسوف الشمس وخسوف القمر في غير وقتهما :
تتدخل القدرة الإلهية (قانون المعجزات) وتعطى إشارة خصيصاً لتنبيه المؤمنين المخلصين على الظهور..
وذلك بأن تنكسف الشمس في شهر رمضان في الثالث عشر أو الرابع عشر منه، وينخسف القمر في نفس الشهر في الخامس والعشرين منه. والمبرر لحدوث هاتين العلامتين قبل الظهور، على عكس المألوف وبشكل لم يسبق له نظير منذ أول البشرية إلى حين حدوثه هو:
أ. ترسيخ فكرة المهدي (ع) عند المسلمين عامة.
ب. الإيعاز إلى المؤمنين المخلصين إلى قرب الظهور.
عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (ع): (آيتان تكونان قبل قيام القائم: كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره، قال: فقلت: يابن رسول الله، تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر (ع) أنا أعلم بما قلت: إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم).
الصيحة السماوية من المحتوم :
هذه العلامة إحدى المحتومات الخمسة.. و الصيحة عبارة عن صوت ونداء، يسمع من السماء في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وهي ليلة القدر يسمعه أهل الأرض، كل قوم بلغتهم، فيذهلون له، توقظ النائم وتقعد القائم، وتوقف القاعد وتخرج الفتاة من خدرها لشدة مالها من الهيبة، والمنادي بهذا النداء جبرائيل (ع) (قرب الصبح)
بلسان فصيح: ألا إن الحق مع المهدي (ع) وشيعته. ثم ينادي إبليس اللعين بعد ذلك وسط النهار (قرب المغرب) بين الأرض والسماء ليسمعه جميع الناس: ألا إن الحق مع عثمان و شيعته (السفياني: عثمان بن عنبسة).
عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (ع): (خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم.. قلت له:
وكيف يكون النداء؟ فقال: ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق مع آل علي وشيعته، ثم ينادي إبليس في آخر النهار ألا إن الحق مع عثمان و شيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون).
فالمبرر لحدوث هذه الصيحة السماوية هو:
أ. التنبيه على قرب الظهور.
ب. إيجاد الإستعداد النفسي لدى المؤمنين المخلصين.
خاصة وان توقيت حدوث هذه العلامة، في أفضل ليالي السنة، وفي أفضل الشهور، والتوجه الديني في هذا الوقت يبلغ ذروته لدى المسلمين.. وستكون ردة الفعل وأهميته متلائمة مع مضمونه، كونه يشير إلى القائد (المهدي (ع)) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرئبون حبه، ولا يكون لهم ذكر غيره.
أحداث شهر شوال :
الأحداث التي ابتدأت مسبقاً، تتواصل وتتفاعل أحداثها وتبرز معالمها بشكل واضح على السطح، علماً بأن حركة السفياني تحقق انتصارات سريعة في شهور معدودة.. فعبرت الروايات عن الأحداث التي تقع في هذا الشهر:
مثل: تظهر عصابة في شوال (السفياني وأتباعه).
مثل: في شوال يشول أمر القوم
(أي يثور ثائرهم، ويكثر تنكيلهم، ويشتد غضبهم، وتتفرق كلمة الناس).
مثل: وفي شوال البلاء
(وقوع البلاء على الناس بسبب الحروب والفتن).
مثل: وفي شوال مهمهة
(أي تكون البلاد قفراء خالية من الرجال والشباب لفقدهم في الحروب والفتن).
مثل: وفي شوال معمعة
عن سهل بن حوشب قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (سيكون في رمضان صوت وفي شوال معمعة)
… عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا كانت الصيحة في رمضان، فأنها تكون معمعة في شوال، وتمير القبائل وتتحارب في ذي القعدة).
فمعظم الروايات الشريفة تدل على وقوع معمعة في شهر شوال، والمعمعة في اللغة:
صوت الحريق في القصب، وصوت الأبطال في الحرب، وهي كناية عن وقوع حرب نارية بشعة، ويؤكد ذلك أنه قال: وتمير القبائل في ذي القعدة (أي تشتري القبائل الطعام وتخزنه لما أصابه من تلوث الغازات السامة).. ومعمعة شوال إشارة واضحة إلى معركة قرقيسيا.
قرقيسيا: بلدة في شمالي سوريا.
احداث شهر ذي القعدة :
من نتائج معركة قرقيسيا الدمار الشاسع الذي ستحدثه في الحرث والنسل، فمن جهة مقتل الرجال (مائة ألف على أقل تقدير)، وفساد الطعام (الحيوانات والنباتات) من جهة أخرى، هذا كله بسبب الأسلحة الفتاكة التي استخدمت في المعركة والحرب _ غازات سامة وأسلحة نووية وقنابل ذرية _ فحدث القحط والشح في الطعام، فبدأت القبائل في هذا الشهر، تبحث عن الطعام (وبالخصوص التمر) لأفرادها وتتقاتل لأجله.
(عن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كانت الصيحة في رمضان، فإنها تكون معمعة (معركة قرقيسيا) في شوال، وتمير القبائل وتتحارب في ذي القعدة، ويسلب الحاج وتسفك الدماء في ذي الحجة).
مجازر العراق :(مذبحة بغداد)
بعد معركة قرقيسيا، يستغل السفياني حالة الضعف السياسي في العراق، فيقوم بحملة عسكرية تدخل قواته العراق وترتكب مجازر فادحة في بغداد (تبدأ في 21 أو 22 من شهر ذي القعدة) ومذابح في الكوفة (يوم الزينة يوم عيد الأضحى المبارك في شهر ذي الحجة) وغيرها من المدن، حتى تدخل قوات الخراساني (الإيرانيين).
عن الإمام الصادق (ع): (_ في حديث طويل _ و يعم العراق خوف شديد لا يكون معه قرار، ويقع الموت الذريع بعد أن يدخل جيشه إلى بغداد فيبيحها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفاً (وقيل سبعون) ويخرب دورها، ثم يقيم بها ثماني عشرة ليلة فيقسم أموالها، ويكون أسلم مكان فيها الكرخ)
عن أبن وهب قال تمثل أبوعبدالله (ع) ببيت من شعر لابن أبي عقيب:
وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن
حتى قال.. يقتل في الزوراء ثمانون ألفاً، منهم ثمانون رجلاً من ولد فلان، كلهم يصلح للخلافة.
أحداث شهر ذي الحجة :
كلما أقتربنا من زمن الفجر المقدس أو من منطقة بزوغه، كثرت في الروايات والأحاديث التفاصيل، حتى تتناول الأمكنة والأيام والساعات.. وبالتالي، نستطيع أن نحدد يوم وقوع الحدث حسب معطيات الروايات.
كثير من الروايات الشريفة، عبرت عن شهر ذي الحجة بأنه شهر الدم، عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال: (- في حديث طويل _ قلت فذو الحجة، قال: ذاك شهر الدم)
قال رسول صلى الله عليه وآله: (ويسلب الحاج وتسفك الدماء في ذي الحجة) .
اضطرابات منى :
تصف الأحاديث الشريفة اضطرابا يقع بين الحجاج في منى أثناء موسم الحج، ويبدو أنه امتداد للخلاف بين أهل الحجاز حول السلطة. عن الإمام الصادق (ع): (يحج الناس معاً، ويعرفون (أي يقفون بعرفات) معاً على غير إمام، فبينا هم نزول بمنى يأخذهم مثل الكَلَبِ، فتثور القبائل فيما بينها حتى تسيل (جمرة) العقبة بالدماء، فيفزعون، ويلوذون بالكعبة
ويفهم من الحديث الشريف، أن الناس يعيشون حالة التوتر إلى حد أنهم بمجرد أن يكملوا أداء مناسكهم، أو قبل إكمالها، يشتبكون في منى فتحدث الإضطرابات، أثناء أداء منسك رمي الجمار في منى، ويسلب الحجاج، وينهبون أموالهم ويقتلون وتنتهك المحارم.
عن سهل بن حوشب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامته نهب الحج وتكون ملحمة بمنى ويكثر فيها القتل وتسيل فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على الجزيرة )الجمرة.
عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم فينادي مناد صادق من شدة القتال، فيم القتل والقتال صاحبكم فلان).
قتل ذي النفس الزكية: (من المحتوم)
بعد وقوع كثير من الأحداث والأخبار السابقة، تبدأ معالم يوم الفجر المقدس تظهر للناس بجلاء، ويبدأ الإمام المهدي (ع) بإرسال نائبه (رسوله) للناس في مكة المكرمة في عملية اختبار وتهيئة للثورة المباركة،
فيقوم الفتى الهاشمي (محمد بن الحسن _ ذو النفس الزكية) فيدخل المسجد الحرام في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة ويقف بين الركن والمقام ويبلغ أهل مكة رسالة شفوية من الإمام المهدي (ع)،
وهذه الرسالة لا تشتمل على شيء من السب والشتم أو التهديد، إنما تشتمل على الاستنصار والاستنجاد بأهل مكة..
فيقوم بقايا النظام في الحجاز بارتكاب جريمة شنعاء و يقتلونه في الحال بين الركن والمقام، فتكون هذه الجريمة إيذاناً بنهاية حكمهم، وليس بين قتله و ظهور الإمام (ع) إلا خمس عشرة ليلة.
وكذلك نفس الحال في مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله يقوم بقايا النظام بارتكاب جريمة بشعة أخرى، لا تقل عن سابقتها و هي قتل ابن عم ذي النفس الزكية و اسمه محمد و شقيقته فاطمة، و يصلبونهما على باب مسجد النبي صلى الله عليه وآله.
عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: (… وقتل النفس الزكية من المحتوم).
إن من المؤكد أن (النفس الزكية) الذي يعتبر قتله من العلائم المحتومة، هو (محمد بن الحسن) الذي يذبح بين الركن والمقام، قبل ظهور الامام بخمس عشرة ليلة.. وقد عبرت عنه الروايات الشريفة بعدة أسماء مثل:
(ذو النفس الزكية) لأنه يقتل بلا أي ذنب.
أحداث شهر محرم :
نصل إلى بداية مرحلة العهد الميمون، وبداية تحقق الوعد الإلهي في كتابه الكريم وبشارة رسول الله صلى الله عليه وآله:
- قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ).
- و قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ ! وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)
- و قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ) .
- و قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
- و بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله التي قالها في خطبة يوم الغدير و بحضور(120) ألف مسلم: (.. معاشر الناس: النور من الله (ع) في مسلوك، ثم في علي، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي (ع)، الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا..) هذا اليوم الذي عبر عنه الإمام الباقر:(عليه السلام)(أما إني لو أدركت ذلك لا ستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر)
هذا اليوم الذي ينتظره أهل السماء قبل أهل الأرض.. هذا اليوم العظيم المدخر لتحقيق أكبر الأهداف وأسمى الغايات بنشر الإسلام الصحيح وتطبيقه على العالم.
يوم السبت (عاشوراء) العاشر من محرم الحرام :
عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع) (.. يقوم (القائم) في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي(ع) لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن و المقام، جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً و ظلماً)
عن علي بن مهزيار عن ابي جعفر الباقر (ع) قال: (كأني بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت قائماً بين الركن و المقام)
إن القائم (ع) إذا حان موعد خروجه يوم عاشوراء صبيحة يوم السبت دخل المسجد الحرام، فيستقبل القبلة ويجعل ظهره إلى المقام ثم يصلي ركعتين.. ثم يقف الإمام المهدي (ع) في أول ظهوره المقدس قريباً من الكعبة المشرفة مستدبراً لها بين الركن والمقام، ومواجهاً للجماهير ليقول لهم كلمته الأولى، ويبتدئ خطبته التاريخية:
بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على محمد وآله الطاهرين.. فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس، فإنا أهل بيت نبيكم محمد صلى الله عليه وآله ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله وآله …فأنا بقية من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليه وآله.. ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا
أولى الناس بسنة رسول الله، فأنشدُ الله من سمع كلامي اليوم، لما بلغ الشاهد منكم الغائب، وأسالكم بحق الله ورسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا، فافترى أهل الباطل علينا.. فالله الله فينا لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله).
ثم يرفع الإمام يديه إلى السماء، و يدعو و يتضرع ويقول (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ…).
البيعة و الانصار :
ما إن يكمل الإمام روحي فداه كلامه حتى يحاول شرطة الحرم أن يعتقلوه أو يقتلوه كما فعلوا قبل خمسة عشر يوماً بقتل ذي النفس الزكية بنفس المكان، فيتقدم أصحاب الإمام(ع) و يدفعونهم عنه ويحيطون به وينزل جبرائيل (ع) من على ظهر الكعبة فيكون أول المبايعين،
ثم يبايعه أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً وأنصاره المتواجدون حينها.
عن المفضل بن عمر عن الصادق(ع): (.. يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم و يمد يده فتُرى بيضاء من غير سوء ويقول هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ).
فيكون أول من يقبل يده جبرائيل، ثم يبايعه و تبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء، و يصبح الناس بمكة فيقولون من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة، وما هذا الخلق الذي معه وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها) و يكون هذا قبيل طلوع الشمس.
النداء باسم القائم (ع):
بعد أن تتم البيعة للإمام (ع)، يقوم جبرائيل(عليه السلام) فينادي باسمه: عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله (ع): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) .
عن الصادق (ع) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (ع)).
على القارىء الكريم أن يستفيد من مجموع الأحاديث السابقة في هذا الفصل، إن هناك عدة نداءات:
- أ. النداء الاول: يكون في شهر رجب (على شكل ثلاثة نداءات).
- ب. النداء الثاني: يكون في شهر رمضان (ليلة القدر23 _ الصيحة).
- ج. النداء الثالث: يكون في شهر محرم (عاشوراء _ يوم الخروج).
بعد هذا النداء والبيعة، يتم للإمام المهدي (ع) السيطرة على مكة المكرمة ويبقى فيها حتى يتشكل نواة جيشه (عشرة آلاف رجل) وفي هذه الأثناء يوجه الإمام (ع) بعض الخطب إلى الجماهير المتواجدة في مكة وتبث للعالم، ويضع الخطوط العامة لجيشه ويقوم بإنجاز عدة أمور في مكة المكرمة نشير إليها باختصار:
- أ. إعادة المسجد الحرام إلى ما كان عليه أيام النبي إبراهيم (ع).
- ب. إعادة مقام إبراهيم إلى موضعه الأول، كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بجوار الكعبة.
- ج. النهي عن الطواف المستحب، وذلك بأن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة.
- د. قطع أيدي بني شيبة.. إقامة حدود الله باعتبارهم سراق بيت الله الحرام.
متى ما اكتمل قوام جيش الإمام (ع) عشرة الآف رجل يبدأ المسير إلى المدينة المنورة، ومن ثم إلى إيران (منطقة اصطخر) ومن ثم نحو العراق (وتكون الكوفة عاصمة حكمه) ومن ثم يتوجه نحو بيت المقدس.
ثانياً: خسف البيداء: (من المحتوم) :
بعد أن يسمع السفياني خبر ظهور الإمام المهدي (ع) يبعث بجيش إلى الأماكن المقدسة في الحجاز، فيصل جيش السفياني إلى المدينة المنورة في (12محرم)، أي بعد خروج الإمام (ع) بيومين،
وأمير جيش الغزو رجل من بني كلب يقال له (خزيمة) أطمس العين الشمال وعلى عينه ظفرة غليظة، وينزل المدينة في دار أبي الحسن الأموي..
ويبقى الجيش الأموي في مدينة الرسول (ع) مدة ثلاثة أيام، ينهبونها ويرتكبون فيها المجازر ويفتكون بأهلها ويقتلون رجالها ويسبون بناتها ونساءها، ويكسرون منبر الرسول صلى الله عليه وآله ويهدمون القبر الشريف وتروث خيلهم في مسجد المصطفى صلى الله عليه وآله..
ثم يخرج جيش السفياني من المدينة قاصداً غزو مكة المكرمة والقضاء على حركة المهدي (ع) في بدايات ظهورها، ولأهمية هذا الجيش يسمى بجيش الهملات
فإذا توسط الجيش البيداء الواقعة بين مكة والمدينة بعد إنتهاء الجبال على بعد إثنى عشر ميلاً من منطقة (ذات الجيش)،
وهي أرض بيضاء مسطحة قرب بدر الكبرى، يصل الجيش المنطقة وقت الليل فيبيت الجيش فيها (ليلة مقمرة -15محرم) فيأمر الله تعالى جبرائيل (ع) فيصرخ فيهم صرخة الغضب وينادي:
يا بيداء أبيدي القوم الظالمين، فتنخسف الأرض بهم وبقواتهم المسلحة، لا يفلت منهم إلا (بشير ونذير) رجلان من جهينة، يضرب الملك على وجهيهما فتحول الى القفاء، فيذهب أحدهما بشيراً للقائم (ع) بأمر الملك،
حيث يأمره أن يذهب للحجة (ع) ويتوب على يده ويبشره بهلاك جيش السفياني بالخسف، والآخر يبعثه نذيراً للسفياني بالشام لينذره، ويخبره بهلاك جيشه فيصل إليه ويخبره بذلك ويموت النذير.
وتصبح مكة بعد هذا الخسف منطقة الأمان، لا يجرأ أحد أن يذهب إليها من الملوك والحكام، فكل قائد أو ظالم يطلب منه ويكلف بالذهاب إلى مكة وغزوها، يستقيل ويتراجع ولا يقبل خوفاً من وقوع الخسف به، فيبقى حرم الله محفوظاً لا يقربه ظالم أو غاشم، فيستقر الأمر للإمام _ روحي فداه _ فيرتب جيشه فيها ويجتمع إليه المؤمنون.
وبعد إن تكمل العدة من الجند (عشرة الآف) يسير من مكة متوجهاً إلى المدينة المنورة فيمر جيش الإمام (ع) على موضع الخسف، فيخبرهم الإمام (ع) بمكان الخسف..
وبعد هلاك قوات السفياني في الحجاز (الخسف بالبيداء) والهزيمة التي منى بها على يد الخراساني واليماني في العراق، تنتقل المعركة إلى ساحته،
ويقوم بتجميع قواته في الشام إستعداداً لأكبر معارك المنطقة في أحداث الظهور، معركة تحرير القدس التي يمتد محورها من دمشق إلى طبرية فالقدس.
جاءت الأحاديث بدلالات صريحة توضح بمن يكون الخسف وزمانه ومكانه وكيفيته والناجي منه:
عن عمر بن حنظلة عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: (للقائم خمس علامات السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء)
عن أبي عبدالله (ع): (.. وخسف البيداء من المحتوم)
عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت أميرالمؤمنين (ع) يقول: (.. وخروج السفياني براية حمراء، أميرها رجل من بني كَلَب، وإثني عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة والمدينة، أميرها رجل من بني أمية يقال له خزيمة، أطمس العين الشمال، على عينه ظفرة غليظة يتمثل بالرجال، لا ترد له راية حتى ينزل بالمدينة في دار يقال لها: دار أبي الحسن الأموي، ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد قد اجتمع اليه ناس من الشيعة، ثم يعود إلى مكة في جيش أميره من غطفان، إذا توسط القاع الأبيض خسف به فلا ينجو إلا رجلان يحول الله وجهيهما إلى قفاهما ليكونا آية لمن خلفهما)
ويومئذ تأويل هذه الآية (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ! وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ! وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) عن الإمام الصادق (ع): (.. ويبعث السفياني عسكراً إلى المدينة، فيخربونها، ويهدمون القبر الشريف، وتروث بغالهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله)
عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله: (.. و يحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء، بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل إذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها، ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة. فلذلك جاء القول (وعند جهينة الخبر اليقين) ولذلك قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا)) .
المصادر والمراجع
– غيبة النعماني ص179، بحار الأنوار ج52 ص240، بشارة الإسلام ص122
– بحار الأنوار ج52 ص210، بشارة الإسلام ص123
– غيبة النعماني ص171، بحار الأنوار ج52 ص232
– غيبة الشيخ الطوسي ص267، بحار الأنوار ج52 ص209، بشارة الإسلام ص14
– الإرشاد للمفيد ج2 ص379، كمال الدين ص649، غيبة الطوسي ص267، إعلام الورى ص426
– إعلام الورى ص430، بحار الأنوار ج2 ص291، منتخب الأثر ص464 الإرشاد للمفيد ج2 ص379، إعلام الورى ص 430
– إعلام الورى ص428، بشارة الإسلام ص125، الإرشاد للمفيد ج2 ص377، غيبة الطوسي ص272
– إعلام الورى ص429، غيبة الطوسي ص269
– إعلام الورى ص428، بشارة الإسلام ص125، الإرشاد للمفيد ج2 ص377، غيبة الطوسي ص272
– الممهدون للمهدي ص49، كمال الدين ص655، بحار الأنوارج52 ص182
– غيبة النعماني ص185، الإرشاد للمفيدج2 ص372، غيبة الطوسي ص267
– سورة البقرة (155)
– بيان الأئمة ج1 ص335
– بحار الأنوار ج52 ص337، إلزام الناصب ج2 ص159، تاريخ ما بعد الظهور ص137
– سورة مريم (37)
– بشارة الإسلام ص21، يوم الخلاص ص293
– سورة النساء (47)
– سورة سبأ (51)
– السفياني _ محمد فقيه ص106
– سورة الش الإرشاد للمفيد ج2 ص374، غيبة النعماني ص181، إعلام الورى ص429، غيبة الطوسي ص270، بشارة الإسلام ص 96، يوم الخلاص ص516، تاريخ ما بعد الظهور ص118عراء (4)
– سورة يونس (35)
– سورة الشعراء (4)
– سورة ق (41-42)
– منتخب الأثر ص451، يوم الخلاص ص557، بيان الإئمة ج2 ص354
– بحار الأنوار ج52 ص272، بشارة الإسلام ص142، يوم الخلاص ص705
– منتخب الأثر ص451، يوم الخلاص ص 557، بيان الائمة ج2 ص 354
أضف تعليق