مقطع من هذه المقالة
ولاية الفقيه هي المرجعية الوحيدة، اليوم في العالم التي تمتلك الطاقة العقائدية والتاريخية وتمتلك المعنى والمعرفة الملازمة لهذا الحجم العقائدي والتاريخي.
هذه المرجعية هي مرجعية جديدة في الجغرافيا السياسية والثقافية العالمية، فالفكر المعاصر مازال لم يمتلك بعد الطاقة الموضوعية والمفاهيمية لفهم ولاية الفقيه.
فهو قد تسرع وبسط الأمور وحجز ولاية الفقيه في دائرة الثيوقراطية والماضوية، أو حجزها في الصراع بين “الأصوليات” والديمقراطية وعقلانية الثقافة الغربية.
فولاية الفقيه هي المرجعية الوحيدة التي تمتلك المعنى والأفق التاريخي الذي يؤسس لسياسة منقطعة النظير: سياسة المعنى وسياسة المسافة الزمانية الواسعة التي تعطي للسياسة وللزمان السياسي كل فعاليتهما وأبعادهما وتفتح المجتمع والدولة على التحولات الكونية.
يعتبر الفكر الغربي أن الفلسفة قد وصلت إلى منتهاها، فالعقل والتاريخ قد حققا كل الإمكانيات في المجال الفلسفي ولم يبق إلا الخضوع لتاريخ بمعناه الهيجلي، وهو تاريخ تنفي نهايته كل تطلع بل تنفي كل حلم ، هذا الانسداد فرقعته ولاية الفقيه بتفجيرها للثورة وتأسيسها للدولة الممهدة في إيران، فالدولة ليست مجرد دولة ما بعد الثورة أو دولة الثورة بالمعنى العام لمفهوم الثورة بل هي دولة الممارسة السياسية عن طريق استراتيجية المدى القريب والمدى البعيد، لأن مشروع الدولة هو مشروع كوني يلازم كونية عقائدية المستقبل الموعود.
أضف تعليق