سؤال: هل يواجه الامام المهدي(عج) العالم بالتقيّة التي يجدهم عليها أم يبطل كل شيء، ويبتدأ معهم كما كان رسول الله(ص) يحارب بالسيف ويلبس الدرع ويضع الطاس على رأسه وينزل الى ميدان الحرب ويحارب دولة دولة حتى يُخضع جميع من على الأرض له ويكونوا تحت طوعه؟
أهكذا يكون زمن الامام المهدي(عج)؟ أم بالخوارق الكونية؟ أوبالمعجزات الإلهية؟
الجواب الاجمالی:
طبعاً الجواب الأول والأخير ان الله تعالى هو العالم بالكيفية التي يُظهر به حجته على الأرض بآخر الزمان.
الجواب التفصیلی:
هناك روايات تدلنا بعض الشيء على الحقيقة ولعلها تقربنا من الحقيقة، وهي:
عن الامام علي(ع): أنه قال: ” تفرج الفتن برجل منـّا يسومهم خسفاً لا يعطيهم إلاّ السيف، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر، حتى يقولوا: والله ما هذا من ولد فاطمة، ولو كان من ولدها لرحمنا”.العرف الوردی فی اخبار المهدي”
هل القصد من السيف هنا هي القوة التي يظهر بها الامام(ع)، أو ان من كان في ذلك الزمان لا يفهم آلة أخرى في لغة الحرب إلاّ السيف، أو القصد منه هو السيف الحقيقي أي آلة الحرب التي كان يحارب بها رسول الله(ص)، أو أنّ معنى السيف في هذه الروايات هو معنى مجازي وليس معنى حقيقياً؟
وهناك روايات أخرى كثيرة جداً تبيّن انه يقوم بالسيف لكننا نكتفي بهذا القدر… وروايات أخرى تبيّن ان الناس تراه وتسمعه في كل بلد وفي نفس اللحظة التي يدعو الناس الى نصرة دين الله الحق، وهي تدل على التقنيات العالية في زمن الامام المهدي(عج)، وعلمها عند الله سبحانه فهي إما ان تكون مما علم الله تعالى الانسان ما لم يعلم، أو هي خوارق كونية كالمعاجز والكرامات:
عن الامام الصادق(ع) أنه قال: أنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون اليه، وهو في مكانه. بحار الانوار جلد52 ص 336
نكتفي بهذا القدر من الروايات عن أهل البيت:، ونتوقف قليلاً عند هذه الروايات لنتسائل: ألم تكن هذه الروايات قيلت قبل أكثر من ألف سنة، في الوقت الذي لم يكن فيه الانترنيت ولا الفضائيات التي تنقل الخبر مباشرة؟
الحقيقة نحن لا نعلم كيف سيتطور العالم في مستقبل الزمان، ففي كل لحظة العالم في تطور سريع جداً.
لماذا لا نتصور ان هذا التطور قد يكون تمهيداً لعولمة الامام المهدي(عج) أو ( العدالة العالمية )، فالله تعالى: (عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ) و (عَلَّمَهُ الْبَيانَ)، فكل تطوّر هو راجع في النهاية الى الله تعالى الذي إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه.
وقد يهيأ الله تعالى للإمام المهدي(عج) كل وسائل النصر السريعة، وبأحدث التقنيات، بل كل ما يحتاجه الامام في نشر العدل والقسط وبأقصر مدّة، وقد يقتل الامام(عج) الظالمين بالوسائل التي صنعوها هم بأيديهم لقتل المظلومين ويتحقق المثل القائل ” من حفر بئراً لأخيه وقع فيه، والعلم في النهاية عند الله، لا علم لنا إلاّ ما علمنا.
وأخيراً وليس آخراً… كل شيء ممكن عند الله تعالى، فإرادته فوق ارادة مخلوقاته من الجن والانس والملائكة وكل ما خلق في السماء والأرض، فهو الذي قرر وكتب ان يكون الاصلاح على الارض في آخر زمان هذه الدنيا، بعد أن يخربها حزب الشيطان وأعوانهم، وينشروا الرعب والارهاب، وكل أنواع الفساد على الأرض.
المصادر: المهدي / السيد صدر الدين الصدر.. المهدي بين العلم والاديان / علي أكبر بور.
اقرأ جواب هذا السؤال: لماذا غاب الإمام المهدي؟
أضف تعليق