قال الامام المناري في جواهر العقدين و في مسلم في حديث خروج الدجال فيبعث اللّه عيسى بن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ثم يرسل اللّه ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خير أو ايمان الا قبضته
الحديث و قال أيضا و أخرج النسائى عنه صلى اللّه عليه و سلم لن تهلك أمة أنا اوّلها و مهديها وسطها و المسيح ابن مريم آخرها و نزول عيسى بن مريم من على المنارة البيضاء شرق دمشق آخر الليل و يأتيه المهدي فيجتمع عليه و يطلبه الناس وقت الصبح فيمتنع و يقول امامكم منكم فيتقدم المهدي و يصلي بعيسى تكرمة لهذه الامة و نبيها ثم يسير عيسى و المهدي في أثر الدجال فيفر منهم هارباً فيلحقه عيسى عند باب لد قريباً من الرملة فيضربه بحربة و يذبحه بسكين و يقتل من معه من اليهود حتى لا تبقى شجرة الا نادت يا مسلم خلفي يهودي و يكسر الصليب و يقتل الخنزير و لا يقبل الجزية اذ هي مغياة بنزوله
و يكثر الامن و الامان في زمنه حتى تلعب الصبيان بالحيات و الآفات فلا تضرها و تلعب الذئاب مع الغنم و تفتح كنوز الارض و يكثر الخصب و الرخاء و يباع الثور بمائة دينار لكثرة الزرع و الفرس بدينار واحد لقلة الجهاد و تخرج المرأة من المدينة الى الكوفة و من مصر الى السويس لا تحمل زاداً معها لكثرة ما تنبت الارض من الخير و البركة و القطف العنب يكفى عشرة أنفار و الرمانة كذلك
و في رواية يأمر اللّه جبريل عليه السلام ان يهبط بعيسى بن مريم عليه السلام الى الارض و هو يومئذ في السماء الثانية فيأتي اليه و يقول يا روح اللّه و كلمته ربك يقرئك السلام و يأمرك بالنزول الى الارض فينزل و معه سبعون ألفا من الملائكة و على رأسه عمامة خضراء و قيل سوداء و هو متقلد بسيف راكب على فرس من الجنة و بيده حربة فاذا نزل الى الارض نادى مناد من السماء جاءكم الحق و زهق الباطل فأول من يسمع بذلك المهدي فيسير اليه و يسلم عليه و يذكر له الدجال فيسير عيسى عليه السلام اليه فاذا نظره الدجال يرعد كما ترعد السعفة فى الريح العاصف فيأتيه عيسى عليه السلام و بيده الحربة فاذا رآها الدجال يذوب كما يذوب الرصاص فيقول له عيسى عليه السلام ألست أنك عملت اليوم عملا سیّيء فادفع اليوم عن نفسك القتل، ثم يطعنه بالحربة فيخر ميتاً ثم يضع المهدي و أصحابه السيف في أصحاب الدجال فيقتلونهم عن آخرهم ثم يضع عيسى عليه السلام العدل في الارض الى آخر ما تقدم
و جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال ان عيسى نازل فيكم و هو خليفتي عليكم فمن أدركه فليقرئه سلامي فانه يقتل الخنزير و يكسر الصليب و يحج في سبعين ألفاً فيهم أصحاب الكهف فانهم يحجون و يتزوج امرأة من الازد و في النفراوي على الرسالة ان عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرق دمشق بين مهرودتين بالدال المهملة او الذال المعجمة و معناه انه لابس ثوبين مصبوغين بورس ثم قال واضعا كفيه على أجنحة ملكين اذا طأطأ رأسه كبر و اذا رفع رأسه تحدر منه الماء كاللؤلؤ فى صفائه
و انعقد الاجماع على ان عيسى عليه السلام متبع لهذه الشريعة المحمدية ليس بصاحب شريعة مستقلة عند نزوله لانه عليه السلام لا ينقص عن رتبة الاجتهاد المطلق و استنباط أحكام من القرآن و السنة و في بعض الآثار أنه يتزج و يولد له لتحقق التبعية ثم يموت و يدفن في روضة النبي صلى اللّه عليه و سلم و الناس في زمانه في أمن و خصب
روى مسلم أنه يقال للارض أنبتى ثمرك لأوليائنا و تأكل العصابة من الرمانة و يتظللون بقحفها بكسر القاف و هو قشرها و يبارك اللّه في اللبن حتى ان الناقة لتكفى الجماعة الكثيرة من الناس و يقع الامن فى زمانه حتى يرعى الاسد مع الابل و النمر مع البقر و الذئب مع الغنم و يلعب الصبيان بالحيات و لا يصاب أحد منهم و يتسلم الامر من المهدي و يكون المهدي مع أصحاب الكهف الذين هم من أتباع المهدي من جملة أتباعه و يصلي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح و ذلك لا يقدح فى قدر نبوته و يسلم المهدي لعيسى الامر و يقتل الدجال و يموت المهدي ببيت المقدس و ينتظم الامر كله لعيسى و يمكث في الارض بعد نزوله أربعين سنة ثم يموت و يصلي عليه المسلمون
و سئل الجلال السيوطى عن حياة عيسى و مقره فقال هو حى في السماء الثانية لا يأكل و لا يشرب ملازم للتسبيح كالملائكة قال العلامة النفراوي و سأل شيخنا الاجهوري هل ينزل عليه جبريل بعد نزوله من السماء فأجاب بانه ينزل عليه كما في حديث مسلم من قوله فأوحى اللّه الى عيسى أنى قد أخرجت عباد الخ .
فانه ظاهر في نزول جبريل اليه و أما حديث الوفاة من قوله عليه السلام هذا آخر وطأتي في الارض فضعيف و نقل بعض المحدثين أن عيسى نزل الى الارض بعد الرفع في حياة أمه و خالته ليُسكنهما بإخبارهما بحاله ثم رفع حتى ينزل الى آخر الزمان.
ألمصدر: ألمهدي عند أهل ٱلسنة للفقيه ٱلإيماني
أضف تعليق