تجزئة الروايات:
أحيانًا يشير شخص ما إلى جزء من روایة لإثبات ادعائه ، رواية ألتي إذا تم التعبير عنها بالكامل ، لا تعد دليلاً كاملاً على ادعائه.لذلك ،
فإن تجزئة الروايات هي مثال على حيل المدعين الزائفين الذين يسعون إلى طريقة لإثبات ادعائهم بهذا الفعل.
يستخدم أحمد البصري هذه الطريقة أيضًا لأغراضه الخاصة ويعبر عن بعض أسباب دعوته بهذه الحيلة
الف)و من البصرة أحمد:
أن الصادق عليه السلام سمى أصحاب القائم عليه السلام لأبي بصير فيمابعد فقال…”و من البصرة أحمد”(1)
الإستدلال بهذه الرواية:
ومن الروايات التي قيل أنها تثبت اسم أحمد في الروايات هي الرواية السابقة.
فهم يزعمون أن أهل البيت حددوا اسم أحمد ، وهذا من أمثلة تعبير الإمام الذي قبله عن إمامة الإمام الذي بعده.(2)
نقد على إستدلال السابق:
وهذا الدلیل مثال واضح على خداع وكذب أحمد البصري ورفاقه. فهذا الشخص قد أخذ جزءاً من الرواية لا علاقة له به ،لإثبات ادعائه.
وتجدر الإشارة إلى أن سند هذه الروایة ضعيفة لا ترد إلا من خلال كتاب “دلائل الإمامة”.
طبعا هناك شك في انتساب هذا الكتاب إلى “محمد بن جرير الطبري”لكن هذا الكتاب يعود إلى القرن الخامس الهجري ويعتبر من أقدم المصادروقد نُقِلت هذه الرواية في جميع المصادر الحديثة من هذاالكتاب ومنها كتاب “بشارة الإسلام” الذي اقتبسه أحمد البصري من هذا المصدر.
بالرجوع إلى النص الأصلي للرواية نجد أن النص الكامل قد تم تجزئته بواسطة أحمد البصري وأن الجملة الكاملة للرواية هي كالتالي:
“ومن البصره: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، و أحمد بن ملیح، وحماد بن جابر …”(3)
وفي الرواية شخص الذي اسمه أحمد من البصرة ، فإن أحمد هو ابن مليح وليس ابن إسماعيل. وهذه الرواية ، إضافة إلى عدم ذكر اسم أحمد بن إسماعيل ، هي أيضا سبب لنفي ادعائه.(4)
ب)أول أصحاب المهدي من البصرة:
عن علي عليه السلام:”….ألا و إن أولهم من البصرة”(5)
الإستدلال بهذه الرواية:
وجاء في هذا الرواية أن أول صحابة المهدي من البصرة. وأحمد بن إسماعيل من مواليد البصرة أيضا ، فهذه الرواية تشير إليه.
نقد لهذا الإستدلال:
وفي هذه الرواية لم يرد ذكر لأحمد البصري ولا يمكن إثبات ادعائه. لكن الأهم أن هذه الرواية هي مثال آخر على التشرذم الذي قام به أحمد الذي لم يذكر استمرار هذه الرواية.
والظاهر أن المصدر الأول الذي نقل هذه الرواية بالنص المذكور قبل بشار الإسلام هو كتاب الزام الناصب.يروي هذا الكتاب الرواية بعنوان “خطبة البيان” وعن أمير المؤمنين عليه السلام.
يذكر كلا المصدرين أسماء الأشخاص المذكورين على أنهم أصحاب المهدي سلام الله عليه في البصرة بعلي ومحارب ، وهو ما لا يعني اسم أحمد ، بل يفضح لنا كذبه أكثر من ذي قبل.(6)
《ألا و إن أولهم من البصرة و آخرهم من الأبدال،فأما الذين من البصرة فعلي و محارب و..》
ج)تنبؤ سطیح الكاهن:
فقال سطیح:…فعندها یظهر ابن المهدی(7)
الأستدلال بهذه الرواية:
يزعم الرواة باعتبار أن أحمد هو ابن الإمام المهدي (عج) ، فهذا القول يشير إلى ظهوره.
نقد لهذاالإستدلال:
على افتراض أن هذا الخبر تم نقله بشكل صحيح ، فإنه لا يشير إلى ادعاء أحمد؛لأنه غير محدد باسمه ، لكن أهم نقطة هي إعادة تجزئة خبر آخر يظهر اللصوصية العلمية لهذه المجموعة.
أقدم مصدر ذكر بعض عبارات هذا الخبر فيه هو كتاب الملاحم لإبن المنادي (336 هـ) من رواة السنة.والمصدر الأول عند علماء الشيعة هو كتاب مشارق أنوار اليقين لحافظ رجب برسي (813 هـ) ، وجميع المصادر الحديثة الأخرى ، مثل بحارالأنوار ، نقلت عن هذا الكتاب.
وتجدر الإشارة إلى أن بشارة الإسلام يقتبس هذه الرواية من بحارالأنوار، بينما يختلف النص في جميع إصدارات بحارالأنوار.
في جميع إصدارات بحارالأنوار ومشارق أنواراليقين جاءت الرواية بصيغة (ابن النبي المهدي) ، و هذا مما يدل على الأمية هذه الجماعة في الحديث و خداعها.(8)
مراجع
1.بشارة الإسلام،ص219
2.كتاب نقد و تحقيق حول اليماني البصري_ص48
3.دلائل الإمامة_ص575
4.نقد و تحقيق حول اليماني البصري_ص49
5.بشارة الأسلام ص 211
6.نقد و تحقيق حول اليماني البصري _ ص 56
7.بشارة الإسلام ص187
8.نقد و تحقيق حول اليماني البصري_ص63
أضف تعليق