الدولة العالمية(ثقافةُ الدَولة)

٢ ـ ثقافةُ الدَولة
من الواضح أن أسمى إزدهار ايّ دولة وايّ اُمة ، انما يكون بثقافتها وعلمها ، وأعظم الحضارات في المجتمعات ، هي الحضارة العلمية. فبالعلم حياتها وقوّتها ، وبالحكمة ازدهارها ورقيّها.
وهذه الحضارة العلمية ، والكيان الثقافي ، تبلغ القمة ، وتصل الى أعلى مرتبة في دولة الامام المهدي ( عليه السلام ) ، حتى تكمل عقول العباد ، ويُبلغ معالي السداد.
ففي الحديث الباقري ( عليه السلام ) :
« اذا قام قائمنا ، وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم ، وكملت بها أحلامهم » (١).
‏: وفي الحديث الشريف الآخر :
« وتؤتَون الحكمة في زمانه ، حتى أن المرأة لتقضى في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » (٢).
وما أعظمها من فضيلة وما اعلاها من مرتبة ، إيتاء الحكمة ، ثم عموم الحكمة حتى الى المخدرات في بيوتها.
وقد فسرت الحكمة في اللغة بانها هي :
« العلم الذي يرفع الانسان ويمنعه عن فعل القبيح » (٣).
وعرفت في كلمات علماءنا بانها هي :
« العلوم الحقيقية الالهية » (٤).
( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ).
تلك الحكمة التي آتاها الله صفوة عباده الصالحين.
فقال عز اسمه فيما اقتص عن اولياءه المقربين :
( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (٥).
( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) (٦).
وقال تعالى عن النبي سليمان ( عليه السلام ) :
( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) (٧).
فتمتاز دولة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على الصعيد الثقافي بمنح فضيلة الحكمة لجميع أفراد الاُمّة.
والقرآن الكريم الذي مصدر النور والهدى ، تعرفه الاُمة الاسلامية آنذاك حق المعرفة وبالمعرفة الحقّة.
_______
١- البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٢٨ ، ب ٢٧ ، ح ٤٧.
٢ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ٢٣٩ ، ح ٣۰.
٣ ـ مجمع البحرين ، ص ٥١١.
٤ ـ الانوار اللامعة ، ص ٧٧.
٥ ـ سورة النساء ، الآية ٥٤.
6 ـ سورة لقمان ، الآية ١٢.
٧ـ سورة ص ، الآية ٣٤