مقطع من هذه المقالة
كوننا نعيش في عصر الغيبة الكبرى لقائدنا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ولكوننا نعيش أحداثاً وتقلباتٍ ومنعطفاتٍ على جميع الأصعدة الروحية والاجتماعية والسياسية والثقافية فإننا نجد أنفسنا نعزي هذه التقلبات والمنعطفات بشكلٍ تلقائي إلى زمن الظهور فيشتد تطلعنا نحو طريق الخلاص وتشرئب أعناقنا نحو ذلك المنتظر الموعود المعقود على ظهوره خلاص هذه المعمورة من الظلم والفساد.
وعند تأملنا في قوله تعالى على لسان ذي القرنين (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) وربط الآية بذلك الدور العظيم وتلك الحركة التغييرية العالمية التي سيقودها ذلك المخلص المرتقب فإننا نستنتج بالبديهة أنّه وإن كان الإمام المهدي (عج) هو المُغيّر وإن كان هو القائد إلاَ أنّ استمداد العون من البشر يدلُّ بوضوح على أنَّ الحكومة الإلهية ليست استبداداً إلهياً، ولا هي تفويض مطلق للبشر، إنَّما هي طريق وسط وأمر بين أمرين حيث أعطت الآية الكريمة صورة رائعة تحافظ على إرادة البشرية في الحركة الحيوية، وتحافظ على عناية السماء وهدايتها ولطفها بالبشر في نظرية الاختيار والامتحان في الإصلاح وإقامة الحكم السياسي، وهذه هي نظرية وعقيدة مدرسة أهل البيت (ع)، المنبثقة من متن القرآن الكريم.
أضف تعليق