المبادئ و الأصول الفكرية والثقافية للحضارة الإسلامية1

1. أصالة التوحيد:

التوحيد هو المبدأ الأول والأساسي لمعتقدات الإسلام وجميع الديانات الإبراهيمية. تكمن أهمية هذا المبدأ في أنه وفقًا لعلماء الدين الإسلامي ، فإن مبادئ الإسلام الأخرى تقوم على مبدأ التوحيد والإيمان بالله.في الإسلام كل الأشياء تؤدي إلى التوحيد. الأخلاق والتعليم والسياسة والاقتصاد والمجتمع كلها تنبع من هذا المبدأ. “التوحيد” هي كلمة تستخدم فقط عن الله. أصل واحد له وجود أبدي وليس له ثنائية وتكوين في جوهره وصفاته.
في الفكر الإسلامي ، في نظام الوجود ، الأصالة هي لله تعالی ، وجميع الكائنات من جميع جوانبها تدور حول محور سيادته وولايته. في الثقافة الإسلامية ، يتحكم التوحيد في جميع جوانب العالم ، الإنسان والطبيعة ، ويجب وضع جميع القوانين ، بما في ذلك الأصول والمبادئ الفرعية ، على أساس هذا المبدأ.
من وجهة نظر التوحيد ، فإن البرنامج الوحيد المعترف به لضمان السعادة الدنيوية والعالمية للبشر هو شريعة التوحية ، وسلطة التشريع
لله سبحانه و تعالى فقط : (إِنِ الْحُکْمُ إِلاَّ لِلّه)(1)
لذلك ، فإن التشريع هو حق الله سبحانه و تعالى غير القابل للتصرف.(2)

2. أصالة النبوة:

من المبادئ العقائدية الهامة للإسلام مبدأ النبوة وإرسال الأنبياء. النبوة تعني قيادة المجتمع لإيصال البشر إلى مراحل الكمال . يقسم علماءالکلام النبوة إلى فئات “عامة” و “خاصة” ؛ تعني النبوة النبوة العامة بأن البشر يحتاج إلى التوجيه في تطورهم وأنه إذا كان المرشدون البشريون أناسًا عاديين فلن يتمكنوا من إتقانه من النقص ؛ فيجب أن يكون الأنبياء بشرًا متميزًا وأشخاصًا استثنائيين من حيث نقاء الجسد والروح والطابع الروحي.
النبوة الخاصة تعني الإيمان بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي هذه الحالة يكون من يؤمن به مسلمًا. المسلم يعني تابع النبي الأخير ودينه وهو أكمل الأديان السماوية. يتعامل مبدأ النبوة مع العلاقة بين الرحمان والإنسان. العلاقة التي أقامها الخالق لاستقبال المخلوق وإرشاد الإنسان.
من وجهة النظر التوحيدية ، فإن الغرض من خلق الإنسان هو الوصول إلى الكمال. لا يمكن أبدًا السير والوصول إلى طريق السعادة والكمال من خلال عقل الإنسان الناقص ؛ لذلك ، من أجل تحقيق الكمال والأهداف العظيمة التي صنع لها ، يحتاج الإنسان إلى هداية وإرشاد الأنبياء في كل العصور ولن يستغني منه أبدًا.

مراجع

1.یوسف، آیة 40

2.الغرب و المهدوية_رضاشجاعي مهر_ص60