تطبيقات عهدى القديم و الجديد(التوراة و الانجيل) مع القران و الروايات حول المنجي (المخلّص):
من أبرز ما في نصوص سفر (إشعياء) أنه يصور مشاهد الخلاص
بنفس الألفاظ والتعبيرات و المضامين التي يستخدمها التراث الاسلامي و لا سيما على نطاق الرواية و الحديث. فهو يتحدث عن مقدمات الظهور، و علامات الظهور، و عن حياة العالم فيما بعد الظهور و يوم الخلاص. و كل ذلك بما لا يكاد يخرج عن سياق السنة النبوية الشريفة و التراث الاسلامي فى مجمل الاتجاه العام حول فكرة (الخلاص). و كدليل على هذا الادعاء، فلا مناص من الاتيان ببعض الأمثلة حتى تتضح الفكرة.
نماذج و أدلة
تقول التوراة: (فيقضي بين الأمم، و يُنصف لشعوب كثيرين) إشعياء 2/4
و يقول الرسول (ص): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، و بعث رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما مُلئت ظلما و جورا) فالقاسم المشترك في هذين النصين هو أن (المخلّص) سيحقق الانصاف و العدالة للبشرية.
المخلِّص في سِفر إشعياء :
في الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد، أي (التوراة، والإنجيل) وكذلك في (الأوستا)، و على رأس الجميع (القرآن الكريم) الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، سيقف على الكثير من الكلمات، والفقرات، و الجمل، و الآيات، التي تحلق بالانسان من أرض الحاضر المظلم بالجور و الظلم إلى آفاق المستقبل المنير بمشعل القسط و العدل. و لأن موضوعنا يحمل عنوان (المخلّص في سفر إشَعْيَاء) فسوف نُقصر البحث على هذا الجانب في (التوراة) التي تحمل نصوصها الكثير بهذا الصدد، و لاسيما في قسميها (الأنبياء و الكتب) أو (نبيئيم ـ و ـ كتوبيم) و بالأحدى (نقـ.ـيئيم ـ و ـ كتوقـ.ـيم) الذين يعبران عن نبوءات و رؤى و يمثلان الشطر الأكبر من (العهد القديم). و أبرز ما في هذين القسمين من التوراة (سفر إشَعْياء) الذي يبدو مكرّسا في مجمله لرسم مشاهد المستقبل انطلاقا من مظاهر الماضي و الحاضر التي خيبت آمال الانسان.
خصوصيات سفر إشَعياءيتكون (سفر إشَعْياء) ـ و الذي ينطقه البعض (اشعيا) ـ من (ستة و ستين إصحاحا) و يتوسط سفري (نشيد الأنشاد) و (إرميا). و قد وُظفت نصوصه باجمعها لتبيان (رؤيا) رآها (إشعياء بن آموص) الذي يُقدّر بأنه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، و يُعرف بأنه احد كبار أنبياء مملكة إسرائيل الأربعة، و له نشاط جهادي ملموس، و يقال بانه مات شهيدا، و قد تنبأ في رؤياه عن ميلاد السيد المسيح (ع) من السيدة العذراء.
ويتميز هذا السفر بمميزات كثيرة تهم الباحث الاسلامي، و لا سيما فيما يتعلق بفكرة الظهور و الخلاص، فضلا عن أنه كان مثار جدل كبير بين محللي و مفسري التوراة.
سفر إشعياء و النصوص الاسلامية
ولعل أبرز ما في نصوص سفر (إشعياء) أنه يصور مشاهد الخلاص بنفس الألفاظ والتعبيرات و المضامين التي يستخدمها التراث الاسلامي و لا سيما على نطاق الرواية و الحديث. فهو يتحدث عن مقدمات الظهور، و علامات الظهور، و عن حياة العالم فيما بعد الظهور و يوم الخلاص. و كل ذلك بما لا يكاد يخرج عن سياق السنة النبوية الشريفة و التراث الاسلامي فى مجمل الاتجاه العام حول فكرة (الخلاص). و كدليل على هذا الادعاء، فلا مناص من الاتيان ببعض الأمثلة حتى تتضح الفكرة.
نماذج و أدلة
تقول التوراة: (فيقضي بين الأمم، و يُنصف لشعوب كثيرين) إشعياء 2/4
و يقول الرسول (ص): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، و بعث رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما مُلئت ظلما و جورا) فالقاسم المشترك في هذين النصين هو أن (المخلّص) سيحقق الانصاف و العدالة للبشرية.
وتقول التوراة: (يقضي بالعدل للمساكين، و يحكم بالانصاف لبائسي الأرض) إشعياء 11/4
ويقول الرسول (ص): (يملأها عدلا، كما مُلئت ظلما و جورا) فمهمة (المخلّص) هي إحقاق الحقوق و الحكم بالعدل و الإنصاف.
وتقول التوراة: (فاذا هم بالعجلة يأتون سريعا) إشعياء 5/26
و يقول الرسول (ص): (فأتوه و لو حبواً على الثلج)
فيه إشارة واضحة و دعوة صريحة إلى الاسراع في مناصرة (المخلّص).
وتقول التوراة: (في ذلك اليوم، يكون غصن الرب بهاءً و مجداً، و ثمر الأرض فخراً و زينةً) إشعياء 4/2
ويقول الرسول (ص): (يُسقط الله الغيث، و تُخرج الأرض نباتاتها، و تعظم الأمّة، و تنعم أمتي نعمة لم ينعموا بمثلها) ووجه التشابه هنا هو الخصب و ازدهار الثمار و الرفول في النعمة العظيمة يوم ظهور المخلّص.
وتقول التوراة: (وأعيد قضاتك كما في الأول، و مشيريك كما في البداءة، بعد ذلك تُدعَيْن مدينةَ العدل القريةَ الآمنة) إشعياء 1/26
ويقول الرسول (ص): (و يسيطر العدل حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول) والدلالة المشتركة هنا هي إقرار العدالة، و عودة الانسانية إلى فطرتها السليمة بفضل ظهور المنجي و المخلّص.
وتقول التوراة: (صهيون تُفدى بالحق، و تائبوها بالبِرّ، و هلاك المذنبين و الخطاة يكون سواءً، و تاركوا الرب يفنون). إشعياء 1/27، 28
ويقول الرسول (ص): (يعمر خراب الدنيا، و يخرب عمارها) في دلالة ظاهرة على عودة الموازين الصحيحة و القضاء على الموازين الخاطئة السائدة، و هلاك المذنبين و الخطاة و المشركين، و سيادة الحق و البر كمظهرين للفداء و التوبة. حيث سيقوم (المخلّص) بتخريب ما بناه الآثمون من بيوت مهتوكة و مواخير مرذولة، و يعمر بيوت العبادة و خراب القلوب، و يُفني المذنبين و الخطاة و آثارَهم القائمة.
وتقول التوراة: (صارت فضتكِ زغلا و خمرك مغشوشةً بماء) (و ارديدي عليكِ، و أنقّي زغلك كأنه بالبورق، و أنزع كل قصد يرك، و أعيد قضاتك كما في الأول) إشعياء 1/22، 25، 26
ويقول اميرالمؤمنين الامام علىّ بن أبي طالب (ع): (لينزعنّ عنكم قضاة السوء، و ليعزلنّ عنكم أمراء الجور، و ليطهرنّ الأرض من كل غاشّ) وهنا يشترك النصان في أن (المخلّص) سيقضي على قضاة السوء و أمراء الجور، و يمحو ظاهرة الغش.
وتقول التوراة: (ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر، للمتأخرين في العتمة تلهيهم الخمر) إشعياء 5/11
ويقول الرسول (ص): (يبطل في دولته الزنا و شربُ الخمر و الربا و يُقبل الناس على العبادات) والمعنى هنا واحد ـ حتى في الألفاظ ـ من أن (المخلّص) سيقضي على ظواهر الزنا و السكر و اللهو و الربا فيعود الناس إلى دور العبادة.
وتقول التوراة: (و اجعل صبيانا رؤساء لهم، و اطفالاً تتسلط عليهم) إشعياء 3/4
ويقول الامام علىّ (ع): (و ذلك إذا أُمّرت الصبيان) حيث أورد كلا النصين علامة من علامات ظهور (المخلّص) و هي إمارة الصبيان و رئاسة الأطفال.
وتقول التوراة: (ويل للشرير شرٌّ، لأن مجازاة يديه تعمل به… و نساءٌ يتسلطن عليه) إشعياء 3/11،12
ويقول الرسول (ص): (إذا كانت أمراؤكم شرارَكم، و أمورُكم إلى نسائكم) وهنا يتفق النصان على علامتين من علامات مجىء (المخلّص) و هما: امراء الشر، و سلطة النساء.
المصادر الأجنبية
ـ دائرة المعارف العبرية، الجزء الأول، آخر الأيام (مقالة).
ـ دائرة المعارف المقرائية، المسيح و المسيحانية (مقالة).
ـ دائرة المعارف اليهودية، المجلد الخامس.
ـ ى. ل. جوردون، تفسير العهد القديم، سفر إشعياء، تل أبيب، 1946.
معروف عبد المجيد
المصادر العربية
بشارة الإسلام، ص 59 و سواها، إلزام الناصب، ص 251 ـ 252; ينابيع المودة، ج 3، ص 166، 109 و مصادر أخرى.
ـ عيون أخبار الرضا، ج2، ص 60 و منتخب الأثر، ص 143.
ـ الحاوى للفتاوى، ج 2، ص 153 و منتخب الأثر، ص 478.
ـ البيان، ص 73 ; الملاحم و الفتن، ص 57 ; بشارة الاسلام، ص 280، 290 و سواها.
ـ البحار، ج 51، ص 75 ; الملاحم و الفتن، ص 56 ; الغيبة، ص 114 و غيرها بألفاظ مختلفة.
ـ إلزام الناصب،ص 176 ; البحار، ج 52، ص 224 ـ 225 بألفاظ مختلفة
ـ نهج الفصاحة، ج 1، ص 45.
أضف تعليق